جلستُ ذات مرة مع جدتي وسألتها
كيف وقعتي فريسة لِشباك حُب جدي؟
روتْ لي القصة كاملة مِنذُ اللقاء الأول، والذي كان بِمحط الصدفة أو يُقال عليه الشِجار وليس اللقاء
نعم لقد كان أول لقاء بينهما هو شِجارٌ وكأنه كما يُقال « ما محبة إلا بعد عداوة».
قالتْ أنه حينذاك كان شابًا يافعًا وطويل القامة، ويملك كل ما يجعل الفتيات يقعن في غرامه على الفور، لكنها كانت عكسهن تمامًا.
لكن رغم الشِجار وأنها لم تطالعه بِحب، إلَّا أنه وقع في شِباك أعين تلك الفتاة التي سلبتْ فؤاده بِتصرفاتها الحادة
ظل يُلاحِقها ويخلق الصُدف؛ لِيرى تلك الأعيُن مرة أخرى، إلى أن بادلته اللهفة والحب.
جاء ذات يوم إلى منزلها؛ لِيُصبِح فارسها ويأخذها على حصانه الأبيض كَالأميرات، لكن أباها حطم آماله تحت مُسمى التقاليد.
قالتْ أن جدي لم يُحادِثها منذ ذلك اليوم، ولمْ يرغب في رؤيتِها لِما يُقارِب عامين أو أكثر، أجزمتْ أنها كانتْ كالزهرة التي تنتظر مَن يسقيها دون جدوى إلى أنْ ذبلتْ، لكنه أتى ليروي زهرته الجميلة بِحبه مجددًا، لمْ يعود إليها إلا وهو على يقين بأنها ستكون بين يديه هذه المرة.
ذلك اليوم أصبح هو فارسها الأول والأخير، أخذ أميرته وملكة عرش قلبه الأولى وعاهد نفسه على أن يُعاملها كالأميرات.
استمر الحب لِما يُقارِب الأربعين عامًا وهو في تزايد مسمتر لا ينقص قطْ، أراه يوميًا يأتي إليها بِلهفة ويضع بين خصلات شعرها الأبيض زهرة ويقول لها «أميرتي المُدللة أحضرتُ لكِ هذه الزهرة التي تشبهكِ، وكأنها أخذتْ رحيقها منكِ».
بعد أنْ انتهت جدتي مِن القصة تلعثم لساني، ولمْ أجد ردًا مناسبًا سوى
« سنين ومرت زي الثواني في حبك أنتَ
وإن كُنت أقدر أحب تاني، أحبك أنتَ».
- للڪاتبة: مروة عبد الرازق | ڤانيسا.
_كيان هَوَسّ بقيادة: شيماء مدبولي
_مؤسسة الجريدة: إيمان حمدان "عاشقة الليل"
_رئيس قسم الخواطر والنصوص: إسلام إيهاب "أريام"
أبدعتِ💙
ردحذفإرسال تعليق