أخبرته مرارًا ألّا يسافر ليلًا، لعله يدرك ما بيّ، يا لظلمة المحطات، والصمت الذي يعم الطرقات، كيف لي أن اطمأن وسفره ليلة ويوم، أمُرّ بالمحطات ما من أحد، وأسير موازية لطريق القطار ما من صوت يعم الطريق سوى القطار، لا أدرك كنه هذا الظلام، ولا الصمت الذي يسيطر على الأرجاء، راكبي تلك العربات يستشعرون الأمان فقط حينما يعبرون على قرية أو ما شابه، شيء يشعرهم بالطمئنينة، ضوء ينير ظلام طريقهم، ولكن ما هم إلّا عابري سبيل حتى يصلوا وجهتهم، إلا هو فيظل عابر سبيل في كل وجهة غير وجهتنا، هؤلاء الركاب عندما يصلون محطاتهم تملأ الفرحة قلوبهم، أما هو فيتمنى ألف مرة أن يعود القطار به ثانية من حيث ما أتى، نحن أدركنا أن لا موطنًا سوى موطنٌ يجمعنا، ونشهد أنّا رضينا بفراقٍ يتبعه جمعٌ يجبرنا.
بقلم: فاطمة وجدي
❤️❤️❤️🦋
ردحذفإرسال تعليق