حوار صحفي مع الكاتبة: أميمة عبد الله، بقلم الصحفية: منة سعيد


 اليوم نسلط الضوء على أحد الكُتاب الصاعدين، أميمة عبدالله صاحبة العشرون عام، ابنة مركز ببا بمحافظة بني سويف.


عرفتنا بنفسها وأنها طالبة في معهد فني صحي شعبة تمريض عام، ثم دار الحوار على النحو التالي:


- هل موهبتك تقتصر فقط على كتابة الاسكريبتات أم لديكِ مواهب أخرى؟


• كتابة الاسكربتات والقصص القصيرة والروايات والمقالات والخواطر 


وما أعتبره موهبة حقًا هو قدرتي علي النقاش بشكل فعّال، لهذا يلجأ البعض لإستشارتي في أمورهم الشخصية.


- ذكرتي كتابة الروايات كإحدى مواهبك، فهل معنى ذلك أنّ هناك رواية قادمة؟


• كان هناك بالفعل، وكنت علي وشك الإنتهاء ولكن لم أقدمها للمعرض؛ لإنعزالي عن مجال الكتابة منذ شهور، ولا أعرف حتى الآن هل سيتغير القرار داخلي أم لا


- نتمنى أن تدركي الأصلح لكِ في نهاية الأمر، سواء الرجوع للكتابة أو غير ذلك

كما نتمنى كقراء أن تعودي للكتابة.


- متى بدأتي الكتابة كهواية ومتى بدأتيها رسميا وعلى السوشيال ميديا؟


• كان الأمر بمحض الصدفة، كنت قد تابعت بعض الكُتّاب من ثلاث سنوات، وقد أعجبتني جدًا كتابة الإسكربتات وما بها من كوميديا أو شيء لطيف وخفيف على القلب، فبدأت في كتابة مثل هذا اللون من الكتابة علي صفحتي الشخصية كنوع من الfunny لا اكثر، ولكن الأمر أخذ زاوية أخري حين أنبهر كل مَن عندي من جمال الأسلوب والإختلاف الواضح عن البقية 


ومن هنا إنطلقت وبدأت مسيرتي، ومن هنا ايضًا كنت من اوائل الناس التي حققت شهرة واسعة في هذا المجال ولكنني إنعزلت للأسباب التالية 


حين بدأت بالاشتهار علي النطاق الواسع، وحين أصبح متابعيني ينتظرون مني المزيد والمزيد، كنت أتعامل مع كتاباتي كسلعة تُباع ويجب عليها أن تحقق تارجت معين من التفاعل، وإن لم تحققه فأنني خيبت آمال متابعيني، علي الرغم من أنني كنت واثقة من أنني أبليت حسنًا في هذا الأسكربت أو هذه القصة ولكن إن لم تحقق التارجيت فأقوم بإزالتها من علي صفحتي 


أصبحت أقيس مهاراتي وقدتي في الكتابة علي عدد اللايكات والكومنتات وهذا الأمر في قمة السُخف، وأظن ان الكثير يفعلون هذا، لأن السوشيال ميديا تجبرك أن تكون هذا الشخص وهذه النسخة منك 


زاد الأمر سوء عندما أكتشفت أن لقب كاتب ثقيل جدًا وكبير، معناه أن تتشبع الروح وتتغذي بالحكمة ولا تأتي الحكمة ألا من كثرة القراءة والمتابعة والتعلم 


وبإنشغالي بصفحتي نسيت كيف أغذي نفسي نفسيًا، فأصبحت كالأجوف، له معني من الخارج ولكن من الداخل فارغ


فعند هذا الحد توقفت، لأعالج نفسي من سيطرة السوشيال ميديا ولأغذي نفسي لأكون قادرة علي حمل لقب كاتب بفخر، وهذا كل ما في الأمر.


- أحييكي يا أميمة على هذا التفكير الناضج الذي نفتقده في هذا المجال

ولكن ماذا تنوين أنْ تفعلي بعد أن تغير تفكيرك في الكتابة مِن سلعة إلى موهبة زرعها الله تعالى بكِ ويجب عليكي أنْ تسقيها حتى تنمو ويستطيع القارئ أن يرى الجزء النضر منها؟!


• يجب علي بالفعل أن أعطي موهبتي حقها، لقد بدأت منذ فترة في تصفح كتب علم النفس والتنمية الذاتية، لأن اغلبنا يعاني من أضطرابات نفسية كبيرة لا تحتاج سوي لشخص يأخذها علي محمل الجدية ويعالجها، فعندما يكون بمقدرتي و أصل الي الحد الذي يُعطيني حق التحدث، سأكتب قصص قصيرة تخص كل إضطراب بطريقة لطيفة غير جارحة، وكيفية معالجته بطريقة بسيطة، او حتي كيفية ضبط مضاعافاته


ومن بعض الأمور التي أحبها حقًا وأود أن يمنحني الله القدرة واصل لها، أن أكون "كوتش" في التنمية الذاتية 


التنمية الذاتية هي علاقتك انت بداخلك


- جميل أن نكتب كلمات ذات هدف ومعاني طيبة ولكن التنوع بين الكتابات الهادفة والخواطر التي تصف ما في نفسك من اضطرابات تساعدك ألا تنتكسي وتتركي الكتابة ثانية، فهل لكِ داعمين للكتابة؟ ومن اول داعم لكِ؟


• أمي


- حدثيني عن الصعوبات التي واجهتك في البداية وكيف تخطتيها


• الإنفراد بالإسلوب، كتابة الإسكربتات لها شكلين، إحداهما كانت علي ايامي منذ ثلاث سنوات وأخري أنا قمت بصناعة هيئتها، ف أقبتس مني بعض الكتّاب الصاعدين نفس الطريقة في صياغة الإسكربت، الإختلاف الوحيد كانت الفكرة والمحتوي، انما الشكل الظاهري والأسلوب، ف كان مقتبس مني 


كان هذا فخرًا لي جدًا وشعرت كم أنني أثرت بمن هم بعدي بشكل أو بأخر، ولكن عندما إزداد عدد المقتبسين أصبح الأمر عكسيًا تمامًا 


ف أنا من مشجعي الإنفراد بالأسلوب 


كنت أنا وأحمد الشامي حينذاك منفردين بأسلوبنا علي الرغم من التشابه بينهم، ولكن الأن أصبح الكل يكتب بنفس الأسلوب، نفس الهيئة من الخارج، نفس النمط المعتاد 


الأمر أشبه بروايات الحب الأن، فالبرغم من إختلاف الأحداث إلا أن الفكرة بوجه عام أصبحت معروفة ولا جديد، إلا من رحم ربي.

واجهتني أيضًا، اللغة الفصحى 


جميع كتاباتي بالعامية، وكنت لا أقوي علي الكتابة بالفصحي إطلاقًا، كان العدو الحقيقي هو الخوف داخل راسي بأنني لا استطيع، كنت مقيدة من هذه الناحية 


حتي ضغطت علي نفسي واجريت الكثير من التجارب، ولكن إيقاني من الفشل جعلني افشل حقًا، فكنت ابتعد عنها 


الأن وبعدما واجهت خوفي، أصبحت الفصحي أسهل وأفضل بكثير من حيث قوة الإحساس وترجمة المشاعر وإلإختصار وقوة الكلمة

وأخر صعوبة واجهتني، التأثير، أريد أن أصبح مؤثرًا بشكل أفضل، وهذا ما أعمل عليه


- جميل أن يكون لكِ أسلوب خاص ويقتبس الكثير منه

اعرف ذلك الشعور وأنه سيولد صراع بين "أنا فخورة بنفسي وأنا مصدر إلهام" وبين "هذه سرقة لأفكاري ويجب لكل شخص أن ينفرد بأسلوب" ولكن أرى أنكِ تخطيتي هذا.


• بالفعل تخطيته، لأن هذا سيكون بمثابة التحدي لدي الكتّاب الحقيقين، ف أول ما سيميزهم هو الإنفراد بالأسلوب عن كل ما هو مقتبس

والله هذا ليس تفاخرًا بشيء، فأنا أقل من أن أصف نفسي بكاتب أو حتي راويٍ، ولكن أحكي فقط ما حدث لي

- اذا هل يوجد في بالك مواصفات للكاتب المثالي؟ او للشخص ليُقال عنه كاتب؟


• نعم 


الكاتب يتصف بتحليل المواقف تحليلاً نفسيًا حتي يقوم بدوره علي ترجمة المشاعر المناسبة 


الكاتب لابد أن يقدر الموقف من جميع النواحي حتي يُعطي الأفادة التي تتناسب مع مختلف الأعمار ويجمع بين جميع الأراء 


الكاتب لابد أن يكون لديه قدرًا من الحكمة وكما ذكرت لا تأتي الحكمة سوي من العلم والتعلم المستمر 


الكاتب لابد أن يكون ذكي عاطفيًا حتي يعرب كيف يؤثر في القارئ دون أن تغلبه عاطفته وتعطل عليه التفكير


الكاتب لابد أن يكون محترفًا في تقمّص الشخصيات التي يكتب عنها حتي تستقل كل شخصية عن أخري ، للدرجة الذي ينحاذ القارئ لشخصيه ويكره أخري ويميل لأخري 


الكاتب لابد جدًا أن يكون واسع الخيال حتي يُعطي أحداثًا أقوي بتشويق أكثر


أخيرًا علي الكاتب أن يكون ممتليء من الداخل حتي تتصاعد الأفكار الكاملة لرأسه


- هل لديكِ كُتاب مفضلين تشعرين أنهم يمتلكوا بضع هذه الصفات او كلها؟


• حنان لاشين ودكتور عمرو عبد الحميد، كاتب ارض ذيكولا 


تشّع المعرفة من حروفهم، خصوصًا دكتور عمرو عبد الحميد


- حسنا هل تودين مشاركتنا شيء آخر قبل إنهاء الحوار؟


• أجريت اكثر من حوار مسبقًا، وكنت أرد علي قدر السؤال لا اكثر، ولكن هذه المرة أشعر أنه ينتابني شيء من الأرتياح، فقد قدمت لكِ معلومات لم أقدمها لأحد غيرك 


وإن كان يدل هذا علي شيء، فيدل علي براعة الصحفية الصغيرة التي امامي 


أريد أن أشكرك، كانت مجالسة لطيفة أحسست بها بشعور لطيف


- أشكرك، وأنا أيضًا سعدت بلقائك. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت معكم الصحفية: منة سعيد من جريدة سوفانا الأدبية. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مؤسسة الجريدة: إيمان حمدان"عاشقة الليل"

نائب عام: إسلام إيهاب"أريام"

1 تعليقات

  1. مشاء الله
    ربنا يوفقك ي رب
    احسن كاتبة بجد🥺♥️

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم